حماية الأسرة وتعزيز كرامة الإنسان
🔷 مقدمة:
يُعد العنف الأسري من الظواهر الخطيرة التي تهدد تماسك الأسرة والمجتمع، لما له من آثار نفسية وجسدية واجتماعية جسيمة، لا سيما على الأطفال والنساء وكبار السن. واستشعارًا من المملكة العربية السعودية بأهمية التصدي لهذه الظاهرة، أُقر نظام الحماية من الإيذاء بموجب المرسوم الملكي رقم (م/52) وتاريخ 15/11/1434هـ، ليكون الإطار القانوني لحماية الأفراد من العنف داخل الأسرة أو من القائمين على رعايتهم.
🎯 أهداف النظام:
- 1 – ضمان توفير الحماية من الإيذاء بمختلف أنواعه.
2 – تقديم المساعدة والمعالجة، والعمل على توفير الإيواء والرعاية الاجتماعية والنفسية والصحية المساعدة اللازمة.
3 – اتخاذ الإجراءات النظامية اللازمة لمساءلة المتسبب ومعاقبته.
4 – نشر التوعية بين أفراد المجتمع حول مفهوم الإيذاء، والآثار المترتبة عليه.
5 – معالجة الظواهر السلوكية في المجتمع التي تنبئ عن وجود بيئة مناسبة لحدوث حالات إيذاء.
6 – إيجاد آليات علمية وتطبيقية للتعامل مع الإيذاء..
⚖️ تعريف الإيذاء في النظام:
يعرف النظام “الإيذاء” بأنه:
هو كل شكل من أشكال الاستغلال، أو إساءة المعاملة الجسدية أو النفسية أو الجنسية، أو التهديد به، يرتكبه شخص تجاه شخص آخر، متجاوزاً بذلك حدود ما له من ولاية عليه أو سلطة أو مسؤولية أو بسبب ما يربطهما من علاقة أسرية أو علاقة إعالة أو كفالة أو وصاية أو تبعية معيشية. ويدخل في إساءة المعاملة امتناع شخص أو تقصيره في الوفاء بواجباته أو التزاماته في توفير الحاجات الأساسية لشخص آخر من أفراد أسرته أو ممن يترتب عليه شرعاً أو نظاماً توفير تلك الحاجات لهم.
🧑⚖️ من الجهات المسؤولة عن تطبيق النظام؟
- وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية (جهة الاختصاص الرئيسية).
- النيابة العامة.
- الشرطة.
- المستشفيات والمراكز الصحية.
- هيئة حقوق الإنسان.
- مراكز الحماية الاجتماعية.
🛡️ آليات الحماية:
- استقبال البلاغات عبر الرقم 1919 أو عبر المنصات الإلكترونية.
- التدخل الفوري لحماية الضحية.
- إيواء الضحايا في دور حماية مؤقتة إذا تطلب الأمر.
- تحويل الحالة للجهات المختصة (الشرطة أو النيابة).
- تقديم الدعم النفسي والاجتماعي والقانوني.
- التحقيق في الوقائع بسرية تامة.
- محاسبة المعتدي أمام القضاء.
❗ عقوبات مرتكبي العنف:
ينص النظام على:
- يعاقب بالسجن مدة لا تقل عن (شهر) ولا تزيد على (سنة)، وبغرامة لا تقل عن (خمسة) آلاف ريال ولا تزيد على (خمسين) ألف ريال، أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل من ارتكب فعلاً جريمة من أفعال الإيذاء
- تكون عقوبة الجريمة المشار إليها في الفقرة (1) من هذه المادة السجن مدة لا تقل علن (سنة) ولا تزيد على (خمس) سنوات، وغرامة لا تقل عن (خمسين) ألف ريال ولا تزيد على (ثلاثمائية) ألف ريال، في حالة اقترانها بأي مما يأتي:
أ–إن كان من تعرض للإيذاء من الأشخاص ذوي الإعاقة، أو أحد الوالدين، أو ممن تجاوز (الستين) عاماً، أو الحامل إذا نتج عن ذلك سقوط جنينها.
ب– إن وقع الإيذاء في مكان العمل، أو الدراسة، أو العبادة.
ج– إن وقع الإيذاء ممن يناط بهم تطبيق أحكام هذا النظام.
د– إن وقع الإيذاء مقروناً باستخدام أحد الأسلحة.
هـ– إن تعددت أفعال الإيذاء في الواقعة.
3- تضاعف العقوبة الموقعة في حالة العود.
🧒 الفئات الأضعف التي يستهدف النظام حمايتها:
- النساء: خصوصًا من العنف الزوجي.
- الأطفال: من الإهمال، الإيذاء البدني، التحرش، والاستغلال.
- كبار السن: من الإهمال أو الإساءة.
- ذوو الإعاقة.
📣 واجب الإبلاغ:
أوجب النظام على كل من يطّلع على حالة إيذاء – خاصة من العاملين في القطاعات الصحية والتعليمية – أن يبلغ الجهات المختصة فورًا.
كما منح أي شخص من العامة الحق في الإبلاغ عن حالات الإيذاء.
📊 جهود المملكة في مكافحة العنف الأسري:
- إنشاء مراكز الحماية الأسرية في مختلف المناطق.
- تنفيذ برامج التوعية في المدارس والمجتمع.
- تفعيل الرقابة على دور الرعاية والأسر البديلة.
- إصدار لوائح تنفيذية واضحة لتطبيق النظام.
📝 خاتمة:
يُجسد نظام مكافحة العنف الأسري التزام المملكة بحماية الإنسان وصون كرامته، انطلاقًا من تعاليم الشريعة الإسلامية ورؤية السعودية 2030.
فحماية الأسرة ليست مسؤولية الجهات المختصة فحسب، بل هي واجب وطني ومجتمعي يشترك فيه الجميع.