نظام حقوق كبير السن ورعايته

رعاية كريمة وحماية قانونية لضمان حياة آمنة ومُستقرة

مقدمة

تولي المملكة العربية السعودية اهتمامًا بالغًا بكبار السن، انطلاقًا من قيمها الإسلامية والإنسانية والاجتماعية، التي تؤكد على بر الوالدين، والإحسان إلى كبار السن، واحترامهم، وتوفير الحياة الكريمة لهم. وقد تُوّج هذا الاهتمام بصدور نظام حقوق كبير السن ورعايته بموجب المرسوم الملكي رقم (م/47) وتاريخ 1443/6/3هـ، ليكون الإطار النظامي الذي يحفظ كرامة كبار السن، ويُحدد حقوقهم، وينظّم واجبات الأسرة والمجتمع تجاههم.

تعريف “كبير السن” وفق النظام

يُعرّف النظام “كبير السن” بأنه:

كل مواطن بلغ (60) عامًا فأكثر، ويشمل ذلك الرجال والنساء، سواء كانوا بصحة جيدة أو يعانون من ضعف أو أمراض مزمنة.

حقوق كبير السن: كل ما لكبير السن من حقوق شرعية كانت أو نظامية بما في ذلك حقوقه المالية والجسدية والاجتماعية والمعنوية.

 

أهداف النظام

  • حماية حقوق كبار السن وتعزيز مكانتهم في الأسرة والمجتمع.
  • توفير الرعاية الاجتماعية والصحية والنفسية والاقتصادية لهم.
  • تسهيل حصولهم على الخدمات الحكومية والخاصة.
  • مكافحة الإهمال أو الإساءة أو الاستغلال تجاههم.
  • تمكينهم من المشاركة الفعالة في الحياة العامة بما يتناسب مع قدراتهم.

أبرز الحقوق التي يكفلها النظام

  1. الحق في الرعاية: يشمل الرعاية الصحية والاجتماعية والوقائية، وتقديم الخدمات التأهيلية عند الحاجة.
  2. الحق في الحماية من الإيذاء: منع كل أشكال الإساءة أو الاستغلال أو الإهمال، سواء كان نفسيًا أو جسديًا أو ماليًا.
  3. الحق في التمكين: دعم مشاركة كبير السن في المجتمع، وتوفير فرص العمل المناسبة عند الرغبة والقدرة.
  4. الحق في الخصوصية والاحترام: حظر أي سلوك ينتقص من كرامته أو يؤذيه معنويًا.
  5. الحق في الإيواء: توفير دور الرعاية والإيواء عند الحاجة، وفق شروط تحفظ كرامة المسن.
  6. الأولوية في الخدمات: كبار السن لهم أولوية في المستشفيات، الجهات الحكومية، البنوك، والمرافق العامة.
  7. الإعفاءات والتسهيلات: منحهم إعفاءات أو خصومات خاصة في بعض الخدمات أو الرسوم الحكومية.

دور الأسرة

أكّد النظام على مسؤولية الأسرة بوصفها الحاضن الأول لكبير السن، حيث يجب عليها:

  • رعايته نفسيًا وصحيًا واجتماعيًا.
  • عدم التخلي عنه أو إهماله.
  • احترام قراراته واستقلاليته.
  • منحه البيئة المناسبة للعيش بكرامة.

وتُعد مخالفة الأسرة لواجباتها تجاه كبير السن من الأفعال التي تُعرّضها للمساءلة النظامية.

العقوبات والمساءلة

فرض النظام عقوبات على من يُسيء لكبير السن أو يتعدى على حقوقه، ومنها:

  • أ– السجن مدة لا تزيد على سنة.
    ب– غرامة لا تزيد على (خمسمائة ألف) ريال.

لكل من :

  1.  تصرف في مال كبير السن دون موافقته.
  2.  الإخلال عمدًا بحماية حقوق كبير السن المحتاج ورعايته.
  3. إساءة التصرف عمدًا في مال كبير السن لمن أوكلت إليه سلطة التصرف.

 

التوعية المجتمعية

يحمل النظام جانبًا توعويًا مهمًا، حيث يشجع الجهات التعليمية والإعلامية على:

  • نشر ثقافة احترام كبار السن.
  • التوعية بحقوقهم وواجبات المجتمع تجاههم.
  • تحفيز الأسر على رعاية ذويهم المسنين في المنزل.

الخاتمة

يُعد نظام حقوق كبار السن خطوة رائدة تعكس حرص المملكة على حفظ كرامة الإنسان في جميع مراحل عمره، وتعزيز قيم الرحمة والاحترام والإنصاف في التعامل مع كبار السن. فهو لا يمنحهم فقط الحماية القانونية، بل يُؤكد أن الشيخوخة ليست ضعفًا، بل مرحلة تُستحق فيها التقدير والرعاية والتمكين.

مجموعة فهد آل خفير الدولية للمحاماة والاستشارات القانونية
📞 للتواصل مع مدير عام المجموعة: 0559677777