في إطار سعي المملكة العربية السعودية إلى ترسيخ أسس المعرفة، وتنظيم قطاع النشر والتأليف، يأتي نظام الإيداع كأحد الركائز الأساسية لضمان حفظ الإنتاج الفكري الوطني وصونه، فضلًا عن حماية حقوق المؤلف والملكية الفكرية، وتنظيم تداول المعلومات وتوثيقها في السجل الوطني الثقافي والعلمي.
وقد تبنّت المملكة هذا النظام منذ عقود، وطوّرته بما يتماشى مع المعايير الدولية، من خلال الأنظمة واللوائح التي تُلزم دور النشر والمؤلفين بإيداع نسخ من مطبوعاتهم ومنتجاتهم الثقافية في المكتبات الوطنية المعتمدة، وفي مقدمتها مكتبة الملك فهد الوطنية.
أولاً: تعريف نظام الإيداع
نظام الإيداع هو نظام قانوني يُلزم المؤلف أو الناشر أو المنتج الثقافي، بإيداع عدد معين من النسخ من كل إنتاج فكري أو إعلامي أو ثقافي، لدى مكتبة الملك فهد الوطنية مجانًا على سبيل الإلزام.
ثانيًا: ما يسري عليه نظام الإيداع وما لا يسري عليه نظام الايداع
-يسري نظام الإيداع علي:
يخضع للإيداع في مكتبة الملك فهد الوطنية كل عمل فكري أو فني يتم داخل المملكة العربية السعودية طبعه أو نشره أو إنتاجه أو تصويره أو تسجيله أو استخدام غير ذلك من الطرق التي تتيح نشره وتداوله بين الناس، سواء أكان العمل محل الإيداع قد صدر للمرة الأولى أم أعيدت طباعته، أو نشره أو إنتاجه أو تصويره أو تسجيله، وسواء أكان بهدف الحصول على مقابل مادي أم للتوزيع مجانًا.
لا يسري نظام الإيداع على:
أ – الإعلانات التجارية وغير التجارية وقوائم الأسعار وبطاقات الدعوات والزيارات والتهنئة والشهادات والبطاقات والكروت الشخصية وبطاقات البريد.
ب – البراءات والأسهم والمستندات والأوراق المالية والنقدية ونماذج عقود البيع والإيجار ونحوها.
ج – النماذج والاستبيانات الخاصة باستيفاء البيانات البحثية أو الإدارية أو التجارية الرسمية منها والخاصة.
د – المطبوعات الحكومية ذات الطابع السري.
هـ – الأعمال الأخرى التي يحددها مجلس الأمناء.
ثالثًا: الملزمون بالإيداع
1 – يلزم بإيداع أوعية المعلومات وخلافها من المواد المذكورة في المادة الثانية الأشخاص الموضحون أدناه، وفقا للترتيب التالي :
أ – المؤلف : إذا نشر عمله بنفسه بتمويل منه أو من غيره.
ب – الطابع: إذا قام بطباعة عمل من الأعمال على نفقته، أو ظهر اسم مطبعته على عمل لم يذكر اسم المؤلف أو الناشر فيه.
ج – المنتج : إذا مول إنتاج عمل فني.
د – الناشر : إذا نشر عملا من الأعمال مهما كان موضوعه وبأي شكل من الأشكال المقروءة أو المسموعة أو المرئية أو المسموعة المرئية.
2 – يلزم بإيداع الرسائل الجامعية :
أ – الجامعة أو الكلية أو المعهد المجيز للرسالة داخل المملكة.
ب – الملحقيات التعليمية أو الثقافية السعودية لرسائل السعوديين المجازة في الخارج.
رابعًا: إجراءات الإيداع
1- يجب على المسئول عن إيداع الأعمال المذكورة في المادة الثانية قبل طباعتها أو تسجيلها أو إنتاجها استيفاء الإجراءات التالية :
أ – تعبئة استمارة الإيداع وفقًا لنموذج تصدره المكتبة.
ب – الحصول على رقم الإيداع .
ج – تضمين العمل:
– رقم الإيداع .
– بيان مالك حق التأليف أو النشر أو الإنتاج.
– الرقم المعياري الدولي في الأعمال التي تتطلب ذلك وفقًا لما يحدده مجلس الأمناء.
– بيانات النشر أو الإنتاج كاملة.
2 – لا يسري حكم الفقرة السابقة على الأعمال المنصوص عليها في الفقرتين (3هـ) و (4) من المادة الثانية والصحف الرسمية وشبه الرسمية والأهلية، وكذلك كل ما يطبع أو ينشر أو ينتج للسعوديين أو الهيئات السعودية في الخارج.
3 – يلزم كافة المسئولين عن الإيداع أداء واجب الإيداع قبل طرح العمل للبيع أو التوزيع، وتستثنى من ذلك الصحف والمجلات السعودية، بحيث يتم إيداعها في يوم صدورها، والرسائل الجامعية ويتم إيداعها عقب إجازتها.
4 – مع مراعاة الفقرة الأولى من المادة السابعة يتم الإيداع بالتسليم المباشر لمكتبة الملك فهد الوطنية، أو بإرساله إليها بالبريد المسجل دون انتظار لمطالبة ترد منها في هذا الشأن، وتزود المكتبة المودع بإشعار بتسلم النسخ المطلوبة.
5 – تقوم الإدارة العامة للإيداع والتسجيل في مكتبة الملك فهد الوطنية بإدخال بيانات كافة المواد المودعة في قاعدة بيانات آلية تصدر المكتبة اعتمادًا عليها الببليوجرافيا الوطنية للمملكة.
خامسًا: الجزاءات
1- يعاقب من يخالف أحكام هذا النظام بغرامة لا تتجاوز ثلاثة آلاف ريال مع إلزامه بإيداع النسخ المطلوبة من العمل وفقًا لهذا النظام.
2 – يتم ضبط المخالفات والتحقيق فيها وفقًا لقواعد يتم الاتفاق عليها بين وزارة الداخلية ووزارة الإعلام والمكتبة.
3 – تشكل بقرار من مجلس الأمناء لجنة للنظر في هذه المخالفات لا يقل عدد أعضائها عن ثلاثة يكون أحدهم مستشارًا قانونيًّا.
4 – تصدر قرارات اللجنة بالأغلبية، ولا تصبح قراراتها نافذة إلا بعد مصادقة أمين المكتبة عليها.
5 – يحق لمن صدر ضده قرار بالعقوبة التظلم أمام ديوان المظالم خلال ستين يومًا من تاريخ إبلاغه بقرار اللجنة.
سادسًا: عدد النسخ الواجب ايداعها:
يجب إيداع نسختين من كل عمل يخضع للإيداع، باستثناء الرسائل الجامعية والأعمال الفنية التي يحددها مجلس الأمناء فيكتفى بنسخة واحدة منها.
خاتمة
إن نظام الإيداع في المملكة العربية السعودية يُعد من اللبنات الأساسية في بناء المجتمع المعرفي الوطني، وحفظ الإرث الثقافي والتوثيق القانوني للإنتاجات الفكرية. ومع التوسع في النشر الرقمي، تتعاظم أهمية الإيداع كمظلة لحماية حقوق المؤلفين والباحثين، وضمان توفّر المحتوى العلمي والثقافي للأجيال القادمة.
وإذ تؤدي مكتبة الملك فهد الوطنية دورًا محوريًا في هذا النظام، فإن التزام الناشرين والمؤلفين والمؤسسات الأكاديمية بالإيداع يعكس وعيًا قانونيًا وثقافيًا رفيعًا، ويدعم مسيرة المملكة نحو الريادة في المعرفة.
مجموعة فهد ال خفير الدولية للمحاماة والاستشارات القانونية
للتواصل مع مدير عام المجموعة: 0559677777